ثورة الأفكار

الثلاثاء، يوليو ٢٥، ٢٠٠٦

بلطجية الفكر

بلطجية الفكر
احترس....تسلل إلينا عقل

26/7/2006
كنت أتابع تفاعل الأحداث السياسية في نشرة الأخبار، رأيت بعض "البلطجية" يتصدون لفض اعتصام، حيث يفضل بعض لاعبي السياسة استخدام القوة لقمع منافسيهم. وفي نفس التوقيت كنت أتصفح إحدى منتديات الإنترنت، وجدت مجموعة تسب مخالفيها، وأخرى تدعي احتكارها الصواب... التفت إلى التلفاز، فخُيِّل إليّ أن الصورة مكررة، وألوانها متقاربة، فعلى التلفاز "بلطجية السياسة" يريقون الدماء الحمراء، وعلى الإنترنت "بلطجية الفكر" يكتبون باللون الأحمر..
وفي تقديري أن "ثقافة البلطجة" إفراز طبيعي لنمط تفكير يطغى في مجتمع من المجتمعات، حين لا توجد سوى وسيلة واحدة للحوار... أن تسمعني.. وهذا النمط يكرسه الأب في بيته، والمدرس في فصله، والمدير في مؤسسته... الخ، لذلك نجد بلطجية الفكر في كل مكان، في المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية ..الخ، ويستخدمون أبشع الأسلحة المحرمة إنسانياً، ليغتالوا العقول، تارة برصاصة تتناول شخص طارح الفكرة ومكانته ومدى جدارته بالحديث، وأحياناً تخترق الرصاصة قلبه مفتشة عن نواياه، وحينها تطغى مناقشة هوية الأشخاص على تمحيص الأفكار، وتارة يحمل بلطجي الفكر في نفسه بقايا إنسان، فيكتفي بدبوس يشك به طارح الفكرة قبل أن يستكمل طرحها قائلاً له: "ستبحث المستويات العليا هذه الفكرة...والآن..لننتقل إلى النقطة التالية"، أو آخر يتميز بالرقة فيهمس في أذن من بجواره: "إنه يفكر كثيراً...سيتعبنا".. وأحياناً تستعد المؤسسات بكتيبة الردع الفكري للوقاية ممن أطلقت عليهم "مشاغبو الفكر"، فتسأل قبل أن تضم فرداً جديداً إلى فريقها: "هل يفكر كثيراً؟؟"..

أما كبار البلطجية فلا يكترثون بالأسلحة السابقة؛ بل يطلقون قذائف فتاكة من عيونهم، تتجسد في نظرات ازدراء أو توعد أو استنكار، لتقتل فكرة مطروحة قبل تمحيصها، بعد أن تكون شظايا القذائف أصابت طارحها بالشلل العقلي.


وهناك العرافون، الذين يعلمون شيئاً من الغيب، ويقرأون الفنجان، ترى أحدهم يقول لمحدثه قبل أن يشرح فكرته ويوضحها: "لا تكمل ..أفهمك...أعرف ما الذي ستقوله"..
ووأد الأفكار لا يقتصر على شريحة القيادة، فقد لاحظت وجود أفراد في بعض المؤسسات - ليسوا في مركز القيادة - ويروجون لنفس الأسلوب، خلتهم في بداية الأمر "بلطجية تحت التمرين"، لكنني وجدتهم يمارسون الإجهاض الفكري بجدية، ويتطوعون بالرد نيابة عن مديريهم بنفس الأسلوب، حينها علمت أنها ثقافة تُوَرَّث، وعبارات واحدة تردد لإجهاض جنين الفكرة..مثل: "هل جربها أحد من قبل؟؟"، "دعنا نعمل بالطريقة التي نعرفها"، "لو كانت صالحة لنفذتها الإدارة من فترة"، "لدينا إدارة واعية.. ركز فقط في إنهاء عملك"، "هل تعتقد أنك أعلم من الإدارة بهذه النقطة؟؟!!".

وانتهاكات بلطجية الفكر لحرمة العقل لا تقل خطورة عن جرائم بلطجية السياسة، بل تفوقها أحياناً، فالرأي العام يستنكر فعل بلطجية السياسة، أما بلطجية الفكر فيجدون لكلامهم رواجاً خاصة عندما تكون ثقافتهم هي السائدة، وبلطجية السياسة يُستخدمون من قبل بعض النخب السياسية، وربما يتبرأ النخب منهم بعد ذلك، أما بلطجية الفكر فقد يكونون في قمة الهرم في مؤسساتهم، ويمثلون نماذج يُحتذى بها، وهم أنفسهم الذين يمارسون قمع الأفكار دون وسيط، وعادة ما تكون كلمتهم مسموعة، وخطب ودهم مطلوب، لذلك يسكت عنهم الرأي العام داخل مؤسساتهم، أي أن البلطجة هنا بلطجة نخب.
والمؤسسات بصفة عامة لا تحارب كل الأفكار، فأي فكرة جديدة ترسخ الوضع القائم ستحظى بالتكريم، أما الأفكار التي يحكم عليها بإلإعدام، فهي التي تتناول مسار المؤسسة من أساسه، وجدوى وجودها، واستراتيجيات تحركها، ومدى إنجازها، ومعايير وآليات تولي القيادة.
إن أي مجتمع يصير فيه التفكير جريمة فهو على خطر، وأي وسط تُطارَد فيه الفكرة سيفتقد حتماً مقومات الحياة، فالأفكار أكسوجين التنفس الذي ينعش رئة أي مجتمع ليكون قادراً على التطور، وتموت الأمم حضارياً إذا أصيبت بأزمة التعامل مع العقول، واعتبرتها عدواً.
وقد انتبهت بعض المؤسسات في عالمنا العربي إلى خطورة القطيعة مع العقل، وقررت أن تبدأ المصالحة معه، واستبدلت رعاة الفكر ببلطجية الفكر، مدركة أنها لن تتطور إلا إذا سادت فيها ثقافة احترام الإنسان، وتقدير عقله، وعلمت أنه رأس مالها فترعاه وتستثمر فيه وتشجعه على أن يدعمها، لا أن تعتقل ملكاته، ورأت فيه مصدر تميزها، لا تهديد وجودها واستقرارها.
اختارت كثير من المؤسسات لصفارات الإنذار صوتاً مدوياً .. "احترس....تسلل إلينا عقل" ...وفي ناحية أخرى نرى مؤسسات واعدة تسعى لتقديم النموذج، مؤمنة أن أمتنا ستبرع وتنافس في السباق الحضاري يوم أن ترن صفارات الإنذار في مؤسساتها.. "احترس....سيتفلت عقل".
--------------------------------
نشرت في الجزيرة توك

الأحد، يوليو ١٦، ٢٠٠٦

لعبة المحترفين

لعبة المحترفين

لعبة التحضير والأمل.."قواعد اللعبة تغيرت"
17/7/2006

كثيراً ما شدتني مباريات كرة السلة للمحترفين، حيث ينزل إلى الملعب عمالقة البشر، ويرواغون بمهارة فائقة، ثم يقفزون في الهواء في استعراض مذهل، ليتعلقوا في الحلقة، فيصفق الجمهور. ومن أروع ما يميز هذه المبارايات، أن يصوب أحد لاعبي الفريق المهزوم الكرة من بداية الملعب في آخر ثلاث ثوان من المباراة، ليسجل هدف الفوز.
وليس بوسع أي فرد أن يلعب مع المحترفين. فإن لم يتميز بطول القامة، والرشاقة، والجرأة على الاقتحام، والقفز لأعلى المسافات، فهيهات أن يفوز.
وقد رأيت أحد هؤلاء العمالقة، ينتظره الناس أمام شاشات التلفاز مترقبين طلعته، إنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، هذا الرجل الذي يعشق لعبة المحترفين، ويرفض اللعب مع الهواة، ويبذل الجهد في التدريب، وذراعه طويلة تصل إلى أبعد الأهداف.



إنه العملاق بائع الأمل... قد يختلف البعض معه، أو يتساءل عن توقيت تحركه، أو يشكك في أطماعه، أو ينعته بالعمل لصالح أجندات أخرى تتقاطع مع الأجندة الفلسطينية، لكن أمراً وحيداً يصعب اللغو فيه، وهناك قول فصل وشهادة حق يجب أن تعلن.. أن صفات القيادة تتجسد فيه. أي أنني أتحدث عنه الآن كقائد يمتلك رؤية، ويلتقط الفرص التي تخدم قضيته. لم يبحث عن مهمة سهلة يستعرض فيها فريقه، بل قرر أن يسير على الحافة، ولم يذهب في نزهة، بل أعلن المغامرة، فأثبت للناس أن الأمل موجود، وفي الوقت الذي يئست فيه الجماهير، ورأت أنها لا قبل لها بخوض المباراة، وانتظرت معجزة من السماء، إذا به يصوب الكرة من بداية الملعب لتسقط في قلب الهدف في نهاية الملعب، ويغير الموازين بشكل رائع. لقد أثبت إمكانية الفعل، وقرر أنه في الوقت الذي تلتهب فيه مأساة الطائفية في العراق، يمكن أن نسمع السيمفونية المشتركة للسنة والشيعة على أرض فلسطين ولبنان، فالأمة فيها الخير، ولا يمكن تعميم ما يجري في ساحة من ساحاتها على كل بقاعها. لقد عزف ألحان الأمل ببراعة، وكتب كلمات أغنية مفعمة بالإيمان، ينتظر الناس بيانه، لأنه لا يتحدث مثل الآخرين، بل قوله فعل، ووعده نصر، لا يعرف التردد له طريقاً، ولا يتحرك خطوة إلا بعد أن يحدد التي تليها.
إن لاعبي كرة السلة يلعبون وفق قواعد محددة سلفاً، لكنه أراد أن يتفوق عليهم، ويبادر بتغيير قواعد اللعبة، أعلنها قبل أن ينزل الملعب.. "قواعد اللعبة تغيرت"..وتغيير قواعد اللعبة ليس شعاراً خطابياً، وإنما يسبقه تحضير وإعداد وصياغة استراتيجيات وتوقع ردود أفعال.
إن الذين يتحكمون في قواعد اللعبة هم المنتصرون، والذين يصنعون الفعل ولا يقعون أسر رد الفعل هم الأبطال المغامرون، وأولئك القادرون على اتخاذ القرار هم العمالقة الذين يعشقهم الجمهور، أما المترددون ..فمع كل تردد يتقازمون.
--------------------------------------
ملحوظة: تم أخذ السيد حسن نصر الله كنموذج للقيادة وهذا لا يعني أنه لا يخطيء، أو أنني أتفق بالضرورة مع كل أفكاره، ومنطلقاته، ومواقفه، وقراراته.
--------------------------------------

الاثنين، يوليو ١٠، ٢٠٠٦

لا تعبر الشارع وحدك

لا تعبر الشارع وحدك

تشيخ الأمم عندما تصاب بشيخوخة الفعل

11/07/2006




"لا تعبر الشارع وحدك"...كلمات حانية... كم سمعتها من جدي الممسك بيدي لنعبر الشارع.. حتى وأنا ابن الرابعة عشر، لم ينتبه أنني كبرت، وعليَّ أن أعبر بمفردي..وجدتني أتردد بعد ذلك في عبور الشارع.. أطيل النظر للسيارات القادمة، لأنني اعتدت أن يقودني جدي الأطول قامة مني، والأقدر على رؤية السيارت، ثم اتخاذ القرار الجريء بالعبور... لأعبر متترساً به.
كنت أغبط زملائي الذين يعبرون وحدهم بجرأة، رغم أنهم قد يصغرونني سناً، لم يمسك أجدادهم بأيديهم، كانوا يرمقونهم من بعيد..


كان منطق جدي خوفه علي، وهدفه أن أعبر الشارع بسلام، ظننت حينها أن أجداد زملائي لا يخافون عليهم، ثم أدركت لاحقاً أن هدفهم كان تعليم أحفادهم كيف يعبرون، وليس مجرد العبور، كيف يتخذون القرار، وليس مجرد تلقي القرار للتنفيذ.
ما لم ينتبه له جدي أنني صرت أسرع منه، وتقديره لإمكانية العبور بالتأكيد يختلف عن تقديري، لأنه يقيس الإمكانية بسرعته وصحته هو. كان الأطفال يعبرون الشارع في رشاقة متنقلين بين السيارات، بينما أتحرك بسرعة شيخ وأنتظر حتى يفرغ الطريق من السيارات. وفي الوقت الذي لم يكن هؤلاء الأطفال يخشون العبور؛ كانت تتسارع دقات قلبي كلما أحكم جدي قبضته على يدي مع تدفق سيل السيارات، وأجده يتقدم خطوة ويرجع للخلف خطوة.
أدركت أنه عندما تسود ثقافة القيادة الأبوية، ووصاية الكبير على الصغير، تعجز كثير من الأمم عن عبور شوارع التحديات لتصل إلى ميادين الحضارة، لأنها تُبتلى بأجيال متواكلة ممسوخة، لا تبادر ولا تطرح حلاً، منتظرة قرار الشيوخ.
و تشيخ الأمم عندما تصاب بشيخوخة الفعل، وتفقد حسها بعامل الزمن، فيقوم ابن الثلاثين بالأفعال التي يُفترض أن يقوم بها ابن الثامنة عشر، ويتقلد من جاوز الخمسين زمام المواقع التي يجب أن تنبض فاعلية بابن الثلاثين. هذا الترحيل يؤدي إلى شيخوخة الأمة، شيخوخة على مستوى الأحلام والأهداف والاستراتيجيات، شيخوخة على مستوى الأداء، شيخوخة على مستوى صناعة الرموز في شتى المجالات. إنها حالة يمكن أن نطلق عليها "تصابي الشيوخ، وطفولة الشباب"، فالشيخ صار يقوم بعمل الشاب، والشاب يمسك بيد الشيخ خشية عبور الطريق، بحجة أن الشيخ أطول قامة وأقدر على رؤية السيارات القادمة من بعيد.
إن شيخوخة الفعل تعني أن يتأخر الشاب عن الفعل عقداً، أن
يحمل الأب ابنه في الوقت الذي يتمكن فيه من المشي، وأن يمسك الجد بيد حفيده في الوقت الذي يستطيع أن يعبر الشارع بمفرده، وأن يعطي الجد قرار العبور في الوقت الذي يجب اكتفاؤه بتقديم الرأي. وإذا طال الأمد بالأمم تفقد الحس بالشيخوخة، فلا يطمح الشاب في ممارسة دور الشباب، بل يتمسك بقيام الشيخ بدوره، ويحرص أن يمسك بيده.
نحتاج اختزال هذه الفجوة الزمنية في مساحات الفعل. وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ويتطلب هذا وعياً وجرأة، وعياً من الشيوخ بأن دورهم استشاري يزود الشباب برصيد ضخم من الخبرات، ويرمق عملية العبور، ووعياً من الشباب بقدرته على العبور، مدركاً أن أجداده ليسوا بالضرورة أقدر على الرؤية منه، فحدة البصر قد تضعف مع مرور العمر، ورصيد التجربة بقدر ما له دور إيجابي يستفاد منه؛ بقدر ما يحمل تأثيراً سلبياً إن كان الجد تعرض من قبل لحادث مرور، فأصيب بهاجس الخوف من العبور، مُوَرِّثاً إياه للشباب. ويتطلب الأمر جرأة في الفعل بعد هذا الوعي، جرأة من الشيوخ في دفع الشباب لاتخاذ القرارات والمبادرات مع تقديم النصح والخبرة، وجرأة التجربة من الشباب، حتى يتمرس اتخاذ القرار ويبصر الطريق بوضوح.
إن الأمة ستستعيد فتوتها إذا أدركت مؤسساتها خطورة هذه الهوة بداية من مؤسسة الحكم وانتهاءً بمؤسسة الأسرة، وقررت أن تستدرك، بإعطاء الصلاحيات للجيل الجديد الحالم، وتأسيس لجان استشارية من الشيوخ. وها نحن نرى بشارات تطلقها ثلة مغامرة من الشباب -في عدة أقطار- تعشق الجلوس في عين العاصفة لتثبت أن هذا زمانها. مُرَوِّضَة مجالات السياسة والإعلام والفن والإدارة وغيرها، مؤمنة بإمكانية الفعل، وعازمة على رسم مستقبل جديد، وتتجلى انتفاضتها في مشاريع شبابية، تحمل كلها رسالة واحدة مفادها...هذا زماننا.. وهذه هي لحظة العبور..مؤمنين أن تأجيل تحركهم يكرس الشيخوخة، ويكرر المأساة بسلب الجيل الذي يليهم حقه، لقد أدركوا أن عصرهم يستنفرهم ليحلموا، ويكتبوا، ويتحدثوا عن آمالهم، ويحللوا ويطرحوا رؤاهم في عمليات التحول.. إنهم أبناء المرحلة، وهم مهندسوا المشروع الحضاري الذي يتمنونه... سحبوا أيديهم من قبضة أجدادهم بعد أن قبَّلوها قائلين.. "بإمكاننا العبور".

----------------------------------------
نشرت في الجزيرة توك

الأربعاء، يوليو ٠٥، ٢٠٠٦

المفتاح مش هيفتح

المفتاح مش هيفتح

إنني أدعو إلى استراتيجية الاقتحام

2/7/2006
الجزيرة توك


"المفتاح مش هيفتح" ....هذا ما قلته لجدي وأنا أستصحبه إلى بيته بعد أن تم تجديده، كنت على يقين أن المفتاح لن يفتح...
أخرج مفتاحه من جيبه...فقلت له: "المفتاح مش هيفتح".
بحث في جيبه عن آخر...قلت له بنبرة الواثق: "المفتاح مش هيفتح".
قال بعفوية: كنت أفتح به دائماً...فهمست في أذنه: "المفتاح مش هيفتح".
نادى ابنه، وسأله نسخة من المفتاح.. فأجاب الابن: "المفتاح مش هيفتح".
كلم ابنته عبر الهاتف المحمول... راجياً أن يجد عندها نسخة من المفتاح.. فأجابت: "المفتاح مش هيفتح" .. طلب من ابن أخي الصغير - الذي لم يتجاوز السبع سنوات- أن يسأل جدته عن مكان المفتاح..فرد الطفل متعجباً: "المفتاح مش هيفتح"!!
أصيب الجد بحالة من الذهول الممزوج باليأس...قائلاً: هل غيرتم المفتاح؟؟!!...أجبت مبتسماً: "المفتاح مش هيفتح".

أدخلت يدي في جيبي... أخرجت "الريموت كنترول" ...ضغطت على الزر...ففتح الباب.
أخذت بيدي جدي إلى الداخل، ونفسي تحدثني: "إنني أحب جدي... لكنني لن أستخدم مفتاحه..."
أهيب بشبابنا ونحن في مطلع القرن الجديد أن يقدروا أجدادهم من سياسيين ومفكرين وخبراء، ويستفيدوا من خبراتهم وتجاربهم، دون أن يتواكلوا عليهم، ظناً منهم أن بأيديهم مفاتيح الخلاص. فلو كانت معهم لفتحوا الأبواب الموصدة من عقود، لقد بحثوا، وإن كانوا لم يجدوا المفتاح في عصرهم؛ ففي الغالب لن يجدوه في عصر غيرهم. إننا في قرن جديد، تعقدت فيه التحديات، ويحتاج التصدي لها أدوات جديدة وعقولاً وأساليب تفكير مختلفة...ومستحيل أن تتحكم في مصيرنا عقول قرن مضى، لأن العقليات السابقة ستنتج نفس الحلول، ولا يمكن أن يقود أحلامنا أناس أنهكتهم التجربة. ولا نعاتبهم..فحسبهم أنهم جربوا..

ندائي للشباب أن يتبوءوا مقاعدهم، ويوقنوا أنهم الأقدر على صناعة تجربة جديدة، آن لهم أن يسمعوا العالم صوتهم، فتجثو البشرية تواضعاً لأفكارهم، وتُطرق الرأس إنصاتاً لبيانهم، مصغية إلى هذا الصوت العنيد، وذلك النبض الفريد. أهتف من أعماق الفؤاد... لا تنتظروا وصاية، ولا تستصغروا أنفسكم، بل اصرخوا ملء أفواهكم.. "سنصنع التاريخ"..
إنني أدعو الآن إلى استراتيجية الاقتحام، أن نقتحم -نحن الشباب- مجالات الإعلام، والفكر، وصناعة الاستراتيجيات، وإطلاق المبادرات، وقيادة الأحزاب والمشاريع، ولا نتقيد بأسلوب تفكير أو طريقة عرض أو كتابة أو تأسيس أعلام القرن السابق، سنصوغ أطروحات فكرية مختلفة شكلاً ومضموناً، ونمطاً إعلامياً فريداً، وممارسة قيادية رائدة، ولن يكون ذلك إلا بإيمان عميق بأننا قادة هذه اللحظة التاريخية، سنحدد مفرداتها، ونجدد مصطلحاتها، ونطور أساليب التعاطي مع الواقع، وسنعلن الثورة على كثير من مسلمات الماضي الخاطئة التي تقيدنا، لأننا ببساطة سنعبر عن جيلنا وأحلامنا، وما سيُعتبر اليوم خروجاً عن المألوف، سيصير طبيعياً بعد سنوات، بل ومتخلفاً بعد عقود، لن نرث الثارات التي أشعلها حراك أجدادنا، وقد نختلف معهم في نظرتهم للآخر، لكننا سنُشَيِّد على أفضل ما بنوا، لنؤسسس لحياة جديدة.. تطل على عالم جديد.. ويقودها جيل جديد. يؤمن أنه بعد أن ينهي تجربته، ليس من حقه الوصاية على الجيل الذي يليه.

وأخيراً...ووفاء لأجدادنا..من سياسيين وإعلاميين ومفكرين وغيرهم... نقول لهم: إننا نقدركم ولن نستغني عن خبراتكم، ونعترف أن لكم جهوداً مشرفة يعتز بها الجيل، لكننا نستنكف القعود عن تسلم زمام القيادة، ونبرأ بأنفسنا عن إعادة إنتاج مفاتيح القرن العشرين، التي عجزت عن فتح كثير من أبوابه، وبالتأكيد لن تفتح أبواب المستقبل.. حيث تُفتح الأبواب ببصمة الصوت.
أقول لكل من سيحاول استخدام المفاتيح في هذا القرن
"المفتاح مش هيفتح"
----------------------------------------
نشرت في الجزيرة توك

جوووول

جوووول

إذا حددنا الثلاث خشبات..يوشك أن تهتز الشباك
23/6/2006
الجزيرة توك
كنت أدون بعض الملاحظات حول أسباب نهوض الأمم...أتحدث مع كتبي ودراساتي.. وأسأل عظماء التاريخ عن أحلام صاغوها واقعاً...أطللت من النافذة لأختلس شيئاً من الراحة... تعجبت!! الشوارع مجدبة من المارة..!! تذكرت.. فثمة مبارة كرة قدم احتشد لها الناس. وبينما أنا مستغرق في القراءة والتدوين؛ إذا بصرخة ترج المدينة ... (جووول) ...كان صوتاً مدوياً أعلنته الجماهير في الاستاد، والمشاهدون في البيوت والمقاهي والنوادي وفي كل مكان، هتاف واحد....في وقت واحد ...وكلمة واحدة...جووول.

تعجبت لهذا السلوك الجمعي المنضبط الذي لم يتخلف عنه أحد...وتساءلت عن سر الإجماع، ووحدة الهتاف!! كثيراًُ ما تجاهلت مباريات كرة القدم، لكن هذا التوحد المعلن بشكل صريح... أسرني، فانضممت للمشاهدين عبر شاشات التلفاز..
شاهدت إعادة الهدف...اهتزت الشبكة طرباً... وأطلق الجمهور صيحته، ليبدأ عقلي يطلق كامن الأفكار....
الفكرة الأولى: إن كلمة goal التي صرخ بها الجمهور تعني الهدف، أي أن الناس كانت تجمع على أن هناك هدفاً حققه فريق ما.
الفكرة الثانية: هذا الهدف محدد جداً فإطاره "الثلاث خشبات"، وإذا لامست الكرة الخشبة وارتدت فلا خلاف على عدم تسجيل الهدف، والقضية لا تحتاج إلى إقناع.
الفكرة الثالثة: إذا ارتجت الشبكة بعد اختراق الكرة لها، فإن الهدف هنا محقق لا شك فيه.
الفكرة الرابعة: الهدف يعترف به الفريق المسدِّد والخصم والجمهور، ولا يتشكك فيه أحد، اللهم إلا في الحالات التي يتم فيها مخالفة القواعد، أو تكون الكرة على خط المرمى، فيُشك في كونها حققت هدفاً أم لا.
الفكرة الخامسة ... السادسة...السابعة .... أفكار كثيرة تدفقت ليجري قلمي على بساط ملعب التدوين. وجدت في لعبة كرة القدم عجباً، فليس بالضرورة أن من بذل جهداً أكبر هو الذي سيفوز، ولا يوجد ضمان بحتمية انتصار من دافع عن مرماه بجسارة.. لكنه قد لا يُهزم، وليس من صوَّب كرات كثيرة لابد أن ينال تصفيق الجمهور، بل قد يصب عليه وابل اللعنات إن كان معظمها يتجاوز الثلاث خشبات، فالجماهير لا تجامل، ولا تمنح صرختها إلا لهدف واضح. إن الفريق الذي سيفوز بالجمهور هو من استطاع تحديد الثلاث خشبات، ثم تمكن من التسديد السليم، ليجبر المشاهدين على الصراخ "جووول".... إما صرخة نصر المؤيدين، أو صرخة انكسار مؤيدي الفريق المنافس.


فكرت.... هل تمتلك أمتنا أهدافاً محددة؟؟ حكومات وأحزاب ومؤسسات وأصحاب مشاريع؟؟ هل هناك إجماع على تحديد الثلاث خشبات، وفي أي جزء من الملعب تكون، أم أننا أحياناً نصوب في مرمانا؟؟ هل حُددت معايير الفوز أم صار أي تحرك يعتبر إنجازاً؟؟..وهل تدخل كراتنا إلى المرمى بشكل لا يدع مجالاً للشك أم أنها تطيش أحيناً، وفي حالات أخرى تعتاد الوقوف على خط المرمى ليصبح الهدف بين القيل والقال... وعرضة للطعن والشك؟؟


يبذل عشاق التحول الحضاري الجهد الكبير، لكنهم في النهاية قد يضعون الكرة على خط المرمى، ليدور جدل حول مدى قربها أو بعدها من تحقيق أهدافها، فتعزف الجماهير عن التشجيع، ويفتر الحماس، لأن الناس لا تشجع إلا الفرق الناجحة، التي تحسن هز الشباك بقوة.
وجدت أن محاولة استبدال الثلاث خشبات بأشياء أخرى لجذب المشجعين أمر عديم الفائدة، فاستعراض المهارات في الملعب يسعد الجمهور، لكنه لا يخدعه، لأن السؤال الأساسي بعد انتهاء المباراة "من الفائز؟؟"
إن الدور الأول لقادة النهضة - في كل مجال وعلى جميع المستويات- هو تعريف الهدف بدقة، ورسم حدوده بوضوح، حتى يمكن تقييم الممارسات المبذولة للوصول إليه، وإذا حدث ذلك يوشك في يوم ما أن نسمع هذا الإجماع... "جووول" ...حتى من خصومنا.

-------------------------------------------------------
نشرت في الجزيرة توك

اركب ...وبعدين نشوف

اركب ...وبعدين نشوف


عندما تكون ثقافة الميكروباصات هي القائدة

18/6/2006

الجزيرة توك
اررركب... اركب ... اركب....
هذا هو الهتاف الذي انطلق من حنجرة سائق الميكروباص.... كان الوقت حاراً.... طال الانتظار... فقررت أن أستجيب للنداء...
سألت السائق: هل ستذهب إلى "دريم لاند"؟
أجابني: قل باسم الله ... "اركب وبعدين نشوف".
فسميت الله ...
ثم ركبت .... ولم يكن الميكروباص مزدحماً...

انطلق السائق يشق الشوارع، وبدأ الناس يخرجون من الشقوق ليركبوا معه… اكتمل عدد الركاب، واستمر شحن الميكروباص بالبشر… سألت السائق أن يكتفي بعدد قليل من الواقفين لأن الطريق طويل، فنظر إلىَّ في مرآته الأمامية نظرة ازدراء، بعد أن عانقت شفته العليا أنفه. بدأت الأعداد تتزايد.... أصبح حذائي هو الممر المفضل للركاب.. وجوههم تتدلى عليَّ في مشهد عجيب ... تحليت بالصبر الجميل... بدأت أنزف عرقاً... يتشاجر البعض نتيجة التكدس... يرتفع السباب... يبكى الطفل الرضيع... وبدأت رحلة الأحلام تسوق إليَّ نبأ احتضارها...
سألت السائق: إلى أين تقودنا؟؟

قال: هذه السيارة ركبت كشفاتها الجديدة بالأمس، كما زودتها بمحرك فائق السرعة، وطلاؤها لم يمر عليه أسبوع، وهي أسرع سيارة موجودة في....
قاطعته: نعم.. وهذا ما جذبني لركوبها ...ولكن إلى أين ستذهب بهذا المخزون البشري؟؟ ولماذا تسمح بركوب المزيد؟؟ رائع جداً أن ننطلق بأقصى سرعة، ولكن.. إلى أين؟؟!!
رد مغضباً: سآخذكم إلى وسط البلد... ومن هناك يستطيع كل فرد أن يركب ما يريد، ويذهب إلى حيث يشاء.
نزلت هذه العبارات كالصاعقة على الجميع... صرخ الركاب في السائق... هذا يقول ألن تذهب إلى كذا؟ وذاك يصيح ألن توصلني إلى كذا؟؟ وآخر يشيح بذراعيه مظهراً سخطه، ليستقر كوعه في النهاية في فمي...كان كل راكب يريد أن يذهب إلى وجهة مختلفة تماماً عن الآخر، وأخذت حصتي من الاستفسار متسائلاً -بعد أن لفظت كوع هذا المتحمس: إذن.. لن تأخذني إلى "دريم لاند"؟؟؟!!!
فتمتم في برود بذكره الذي رتله مع كل سائل سبقني: (لا طبعاً.. ألم أقل لك "اركب وبعدين نشوف"؟؟!!).
طلبت منه التوقف ... نزلت من الميكروباص... والتفت إليه وهو يواصل صناعة الشقوق في الشوارع... سمعته من بعيد يصطاد ضحاياه من المارة المساكين بندائه الفتان ... اررركب ...اركب ...اركب...
قلت في نفسي: "ما أكثر هذا النمط من القيادة... الذي يتبع فلسفة "اركب وبعدين نشوف"!!! نراه على مستويات شتى من الفعل القيادي في أماكن كثيرة وأزمان مختلفة. أسلوب واحد، وإن اختلف نوع السيارة. نراه حين تسوق بعض الحكومات شعوبها نحو اللاوجهة. وعندما تتكدس أحزاب وحركات بأعداد لا تعرف كيف ستصل لأهدافها أو لعلها لم تتفق على هدف، ويتكرر نفس المشهد في عدد من المؤسسات والمشاريع، لتكون المحصلة ظهور نفس الأعراض، المعاناة من صراخ الرضيع بعد فترة، وتفجرالمشاحنات كاستجابة طبيعية للتخمة البشرية، ثم تنشغل القيادة بإطفاء الحرائق بدلاً من إشعال الهمم. إنها أعراض طبيعية عندما تكون ثقافة الميكروباصات هي السائدة...والقائدة... وتصير السياسة المعلنة... "اركب وبعدين نشوف"...
إن الأمر الذي ميز معظم قادة الأمم التي نهضت أنهم يعرفون ماذا يريدون، وكيف سيصلون إلى ما يريدون. كانوا رماة يتقنون تحديد الهدف...رسامين... يجيدون رسم الطرق، ونحاتين... يتقنون نحت الأمل في النفوس اليائسة... الأمر الذي تَغَنَّى به نابليون ..."القائد هو بائع الأمل"...


العجيب أن بقية الركاب لم ينزلوا رغم احتجاجهم الواسع... وآثروا الركوب ... لمجرد الركوب....أو لعلهم ارتضوا أن يذهبوا إلى حيث يعرف السائق...لا إلى حيث يريدون!!

ونصيحتي لكل راكب
"قبل أن يركب... يشوف"
ولا يستسلم ذهنياً لفكرة
"اركب.. وبعدين نشوف"

-----------------------------------------

نشرت في الجزيرة توك

الاثنين، يوليو ٠٣، ٢٠٠٦

الكومبيوتر قال لي: عقلك يحتاج ترتيب

الكمبيوتر قال لي: عقلك يحتاج ترتيب

أستطيع أن أرى عقلك من الداخل من خلال سلوكك

7/6/2006

فتحت الحاسب (الكمبيوتر) هذا الصباح... كنت أبحث عن ملف في غاية الأهمية...وجدت ملفات كثيرة (files) لم توضع في مكان يجمعها (folder)، كانت متناثرة... ...مختلطة... تتهكم وتقسم أن تحيرني... تتوعدني بأن يعلو ضغط الدم عندي... تتحداني أنني سألجأ إلى كوب من الشاي متوهماً أنه طوق النجاة....وبالفعل ....هرعت لأعد كوب الشاي.. قبل أن أعيد خوض صراع البحث عن الملف!!
بدأ البخار يتصاعد حتى أوشك أن يداعب جبهتي..حينها فكرت.. ما ضرني لو كنت خصصت حافظة(folder) لكل موضوع أضع فيه كل الملفات المتعلقة به، لماذا لم أخصص حافظة(folder) للأدب، وأخرى للسياسة، وثالثة للأخبار ورابعة للفن...وخامسة ..وسادسة..فجأة..راعني سؤال تطفل إلى عقلي... ترى!! ...هل المعلومات في عقلك مرتبة أم أنها متناثرة بهذا الشكل المزري؟؟ وإذا كانت بهذا الشكل!! فكيف أتخذ قراراتي في حياتي وهي مبنية على استدعاء سريع لهذه المعلومات من العقل؟؟!
أصابني الذهول… وأحاطت بي الحيرة، نعم.. كثيراً ما بذلت جهداً في استدعاء معلومة أعرفها وسمعتها من قبل، لكن عقلي لا يسعفني، وكم من مرة وجدتني عاجزاً عن التعبير عن شيء أعرفه، وكم من قرار أعياني إطلاق سراحه من حيز الفكر إلى الواقع وشعرت بألم من التفكير!! وكم من ... وكم من ...معقول؟!!.. هل ما يراود عقلي الآن صحيحاً؟؟!!...لا... هذا أمر لا يمكن تخيله...
يبدو أن العقل مليء بالملفات (files) التي تحتاج حافظات(folders) تجمعها، ليسهل استدعاء المعلومة، ويسهل حفظ المعلومات الواردة من الخارج في أماكنها الصحيحة، ومن ثم استخدامها. والإنسان يحتاج أن ينظم خارطته المعرفية، هذه الخارطة التي ينتج عنها - في الأخير - السلوك البشري، وكلنا نتصرف وفق مدخلات معينة تدخل عقلولنا، تصف لنا الواقع والذات والآخر، فإذا كانت المدخلات خاطئة سينشأ بالأساس سلوك خاطيء، وإذا كانت مدخلات صحيحة وغير مرتبة تضطرب الخارطة المعرفية وتتشابك المعلومات ويساء تفسيرها، ونشهد هذا الاضطراب في السلوك في واقعنا، ويتجلى بوضوح هذا التشويش في خلل في الفعل السياسي والتحرك في فراغ استراتيجي وأزمة في اتخاذ القرار، ونلمسه كذلك في شكل تعثر في الحركة على بساط النهضة ومزاحمة الأمم مقاعد الصدارة.
إننا نستطيع أن نقول أن شكل حركة وطبيعة سلوك الإنسان، هو تطابق لطبيعة المعلومات وشكل ترتيبها في عقله. وبحسب النتوءات في هذه الخارطة – سواء في المضمون أو الترتيب - ستكون النتوءات في السلوك. لذلك أيضاً بإمكاني أن أزعم أنني أستطيع أن أرى عقلك من الداخل من خلال سلوكك.
وبينما أنا شارد في هذه الأفكار؛ إذا بي أجدني وقد غطى البخار جبهتي، لكنه كشف لي طرفاً من عجائب العقل، عدت إلى حاسبي الحبيب، وتأملت ملفاته المتناثرة، وبدأت أصنع الحافظات ((folders، وأرتب ملفاتي... الآن صار استدعاء المعلومة أسهل، وبالمثل حفظ المعلومات الجديدة وأرشفتها.
طرق باب الغرفة، فإذا بصديق لي يأتيني ومعه جهاز الحاسب الخاص، سألني أن أشاركه في أحد المشاريع...
قلت له: ما هدف المشروع؟
قال: أن نشتري وحدة تصوير.
قلت له: لا.. لا أسألك عن الوسيلة.. أسألك عن هدف المشروع..
قال: أن نشتري وحدة كاملة مع نظام صوتي..
قلت له: لا ..هذا أيضاً ليس الهدف..أنت لا تجيبني على سؤالي... أسألك عن الهدف..الهدف كأن تقول لي "نحن نريد أن نفوز في مسابقة الجزيرة لأفضل لقطة، ووسيلتنا لذلك شراء وحدة كاملة لنضمن جودة عالية.."
قال:…
قلت:…
قال:…
قلت:…
قال:…
قلت:…
قال:…
قلت: لا ..هذا أيضاً ليس الهدف..أنت لم تجبني على سؤالي... أسألك عن الهدف..
ثم قلت له: افتح حاسبك...أرني إياه ..

فرأيت الملفات متناثرة في كل مكان..!!!!


--------------------------------
نشرت في الجزيرة توك